قولُه - سُبحانه -: «وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَ بي لَأُعِيذَنَّهُ» تمامُ الحديثِ يُفسِّرُ أوَّلَه، فقوْلُه: «كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَ بي لَأُعِيذَنَّهُ» فآخِرُ الحديثِ يُفسِّرُ أوَّلَه، وليس مَعناهُ أنَّ اللهَ يُحِلُّ في العَبدِ ويَدخُلُ فيه، كما تَقولُه الحُلوليَّةُ والبَهائِيَّةُ قبَّحَهُمُ اللهُ، إنَّما مَعناهُ أنَّ اللهَ يُسدِّدُه ويُعِينُه ويُوفِّقُه ويَحمِيه ويَنصُرُه، هذا معناهُ.
الصفحة 6 / 276