×
المِنحَةُ الرَّبانيَّةُ في شَرحِ الأربَعينَ النَّوَويَّةِ

 فقدِ اختَبَرَهُم بالآيَةِ الأُولى فلمَّا استَسْلَموا وآمَنُوا بها حِينذاكَ خَفَّفَ عَنْهم، واستَجابَ دُعاءَهم، هذا فَضْلٌ من اللهِ سبحانه وتعالى.

فالحاصِلُ: أنَّ هذا شاهِدٌ للحديثِ: «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ» ﴿رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا [البقرة: 286]، قالَ اللهُ: «قَدْ فَعَلْتُ» واللهُ جل وعلا يقول: ﴿وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ [الأحزاب: 5]، وهذا فضْلٌ منَ اللهِ سبحانه وتعالى أنَّه لا يُؤاخَذُ بالخَطأِ، ولا يُؤاخَذُ بالنِّسيانِ، ولا يُؤاخَذُ بالإكراهِ، وكانَ هذا ممَّا كلَّفَ اللهُ به الأمَمَ السَّابقةَ عُقوبةً لهم، ولكِنَّ هذهِ الأُمَّةَ رَحِمَها اللهُ وخَفَّفَ عنها؛ لأنَّها أُمَّةُ مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، وهُم أهْلُ الإيمانِ والتَّسليمِ للهِ عز وجل، وعَدَمُ الاعتِراضِ على اللهِ، فاليَهودُ لمَّا قالوا: سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا شَدَّدَ اللهُ جل وعلا عليهم، وهذهِ الأمَّةُ لمَّا قالوا: ﴿سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا خَفَّفَ اللهُ عنهم، وهذا فَضْلٌ منَ اللهِ سبحانه وتعالى.


الشرح