×
المِنحَةُ الرَّبانيَّةُ في شَرحِ الأربَعينَ النَّوَويَّةِ

 النَّاسَ، كما أنَّك لا تَرضَى الضَّررَ لنَفْسِك، فلا تَرضَهُ لإخوانِك، كما أنَّك لا تَرضَى أن يُسيئُوا إليكَ، فلا تُسئُ أنتَ إليهِم، قالَ صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأَِخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ»([1]).

وأمَّا الضِّرارُ فهو أنْ يكونَ مِن طَرفيْنِ، فإذا أساءَ إليكَ أحَدٌ فالأحسَنُ أنْ تُقابِلَه بتَرْكِ الانتِقامِ، وتَركِ الضَّررِ، وأنْ تَستَعْملَ العَفوَ، وهذا يَنشُرُ المَحبَّةَ بينَ النَّاسِ، ويُصبحُ المَعفوَّ عنه أسِيرًا لك ويَخجَلُ مِن فِعْلِه، كما قالَ المُتنبِّي:

وَمَا قَتْلُ الأَْحْرَارِ كَالْعَفْوِ عَنْهُمْ******وَمَنْ لَكَ بِالْحُرِّ الَّذِي يَحْفَظُ الْيَدَا

فهذه قاعدةٌ عظيمةٌ من قواعدِ الأخلاقِ في التَّعامُلِ مع النَّاسِ، فيَنبَغي للإنسانِ أنْ يَتجنَّبَ الضَّررَ سواءٌ كان يَصدُرُ منه هو ابتِداءً، أو يَصدُرُ انتِقامًا ممَّنْ أضرَّ به، فالمُسلمُ يَسيرُ على هذا، ويكونُ مَحبُوبًا عندَ اللهِ وعندَ خلْقِه.


الشرح

([1])  سبق تخريجه.