كتاب الحج
*****
قال رحمه الله: «كِتَابُ
الحَجِّ» الحج: هو آخِر أركان الإسلام؛ فإن أركان الإسلام - كما هو معلوم - خمسة: شهادة
أَنْ لا إله إلاَّ الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم
رمضان، وحَج بيت الله الحرام مَن استطاع إليه سبيلاً.
أما الركن الأول -وهو شهادة أَنْ لا
إله إلاَّ الله وأن محمدًا رسول الله- فهذا واجب، مِن أول ما بَعَث الله نبيه
محمدًا صلى الله عليه وسلم؛ بل هو واجب من أول ما خَلَق الله الخليقة؛ كما قال
تعالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات:56]، وهو الذي دعت إليه
الرسل، ونزلت به الكتب: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن
قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ
أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ﴾ [الأنبياء: 25].
فالتوحيد - وهو
الركن الأول - هذا واجب منذ خَلَق الله الخلق إلى أن تقوم الساعة، وأول ما دعت
الرسل إليه، ومنهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم؛ فإنه مِن أول ما بعثه الله، وهو
يقول للناس: «قُولُوا: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»([1])، «اعْبُدُوا
اللهَ، وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا»([2])، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱعۡبُدُواْ رَبَّكُمُ ٱلَّذِي خَلَقَكُمۡ
وَٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ﴾ [البقرة: 21]
وأما الصلاة، فإنها فُرِضت على المسلمين قبل الهجرة بقليل: ليلة المعراج، لما أُسْرِي بالنبي صلى الله عليه وسلم، وعُرِج به إلى السماء، فُرِضت عليه