عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَّتَ
لأَِهْلِ الْمَدِينَةِ: ذَا الْحُلَيْفَةِ. وَلأَِهْلِ الشَّامِ: الْجُحْفَةَ.
وَلأَِهْلِ نَجْدٍ: قَرْنَ الْمَنَازِلِ. وَلأَِهْلِ الْيَمَنِ: يَلَمْلَمَ. هُنَّ
لَهُنَّ وَلِمَنْ أَتَى عَلَيْهِنَّ مِنْ غَيْرِ أَهْلِهِنَّ، مِمَّنْ أَرَادَ
الْحَجَّ أَوِ الْعُمْرَةَ.
وَمَنْ كَانَ
دُونَ ذَلِكَ، فَمِنْ حَيْثُ أَنْشَأَ، حَتَّى أَهْلُ مَكَّةَ مِنْ مَكَّةَ»([1]).
*****
هذه هي الأماكن التي
حددها النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الجهات القادمة للحج.
وهي مواقيت ومواضع
على طرق هذه البلاد، كل بلد له طريق، وله ميقات يُحْرَم منه.
هذا من تيسير الله
عز وجل؛ حيث لم يحصرهم في مكان واحد يُحْرِمون منه، بل عَدَّد المواقيت للجهات من
باب التيسير على المسلمين.
وفيه: معجزة من
معجزات النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث إنه يوم حدد هذه المواقيت، لم يُسْلِم أهل
هذه البلاد، أهل مصر ما أسلموا، وأهل الشام وأهل العراق ما أسلموا، فحدد لهم صلى
الله عليه وسلم ذلك؛ لأن الله أطلعه على أنهم سيُسْلِمون ويحجون، حدد لهم ذلك صلى
الله عليه وسلم.
ففي حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم حَدَّد لأهل المدينة «ذا الحُلَيْفة» وهذا أبعد المواقيت عن مكة، وهو الوادي المعروف بـ«وادي العَقيق»، وسُمي «ذا الحُلَيْفة»: تصغير «حَلْفَا»، وهي شجرة الحَلْفَا، تُصَغَّر على «حُلَيْفة»، كان فيه شجرة حَلْفَا،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1524)، ومسلم رقم (1181).