فسُمي «ذا الحُلَيْفة»؛ أي: ذا الشجرة؛
ولهذا يسمون المسجد الذي في هذا الوادي: «مسجد الشجرة» لأنه كان في موضعه شجرة
تسمى الحُلَيْفة.
ويقال له: «أبيار
عَلِي»، ولا نعلم لهذه التسمية سببًا، تسميته بـ«أبيار علي» لا نعلم
لها سببًا. ذَكَر شيخ الإسلام ابن تيمية في «مَنْسَكه» أنهم يزعمون أو يظنون أن
عليًّا رضي الله عنه قاتل الجن فيه، ولم يَثبت أن عليًّا قاتل الجِن.
فتسميته بـ«أبيار
علي» لا يُدْرَى ما سببه، ولكن المعروف أنه «ذو الحُلَيْفة»، وهو قريب من المدينة؛
لأن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالمدينة، ثم خرج وصلى العصر بذي
الحُلَيْفة، هذا يدل على أنه قريب من المدينة. هذا «ذو الحُلَيْفَة».
والموضع الثاني: لأهل الشام وأهل
مصر وأهل المغرب: «الجُحْفَة»، وهي قرية على مرحلتين من مكة على طريق
الشام. قيل: سُميت بـ«الجُحْفة» لأن السيل اجتحفها. وتُسَمَّى: مَهْيَعَة.
ولأهل اليمن «يلملم»، أهل اليمن الذين
يأتون من جنوب مكة، لهم «يلملم»، أو «ألملم» بالهمز، ويسمى بـ«السعدية»، وقد
اختُلف فيه: هل هو جبل، أو بئر، أو وادٍ، أو بلد؟ الله أعلم، إنما هو اسم موضع
معروف، يُعرف بـ«يلملم»، أو «ألملم»، أو «السعدية»، هذا ميقات أهل اليمن. وهو
أيضًا على مرحلتين من مكة من طريق الجنوب.
وأهل نجد وأهل فارس ومَن جاء عن طريق المشرق، يُحْرِمون من قرن المنازل، وهو الوادي المعروف الممتد، هذا قرن المنازل.