هذه هي المواقيت
الأربعة الثابتة في هذا الحديث، وفي حديث ابن عمر الآتي.
وهناك ميقات خامس، لأهل العراق، وهو «ذات
عِرْق»، هذا ثَبَت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه حدده - كما في البخاري -
لأهل العراق([1]).
وجاء أيضًا في
البخاري أو في مسلم أن أهل العراق جاءوا إلى عمر رضي الله عنه، وقالوا: يا أمير
المؤمنين، إن «قَرْن المنازل» جَوْر عن طريقنا -يعني: بعيد عن طريقنا، يصعب عليهم
أنهم يذهبون إلى قرن المنازل- فعمر رضي الله عنه حَدَّد لهم «ذات عِرْق» لأنها على
طريقهم، وهي تحاذي السيل، قال: «انظروا حَذْوها من طريقكم». فـ«ذات عِرْق»
تحاذي السيل.
فكيف حددها عمر رضي
الله عنه مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد حددها؟!
قالوا: لأن عمر رضي
الله عنه لم يبلغه الحديث، فاجتهد فوافق اجتهاده الوحي. وعمر رضي الله عنه له
موافقات غير هذه، كان يجتهد ويوافق اجتهاده الوحي رضي الله عنه.
فعلى كل حال «ذات عِرْق» ثَبَت أنها ميقات لأهل العراق ولأهل القَصيم ومَن جاءوا عن طريقهم، مَن كانوا يأتون على الركائب - على الإبل - كانوا يُحْرِمون من «ذات عِرْق»، تسمى بـ«ريع الضريبة» أو «ذات عِرْق». هذه هي المواقيت.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1531).