×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

ثم قال صلى الله عليه وسلم: «تُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ»، فدل على أن المؤمنة لا يحل لها ذلك، وأن سفرها بدون مَحْرَم يتنافى مع كمال الإيمان. لا نقول: «إنها تكفر»، لكن يتنافى مع كمال الإيمان.

فإذا سافرت بدون مَحْرَم، فقد فعلت محرمًا يَنقص به إيمانها، سواء للحج أو لغيره.

ولذلك قال الفقهاء: ويُشترَط لوجوبه - يعني: الحج - على المرأة وجود المَحْرَم، فإن أَيِسَتْ منه أنابت مَن يحج عنها، وإلا فإنها تنتظر حتى يتيسر المَحْرَم.

على كل حال، ما يجوز للمرأة أن تسافر بدون مَحْرَم، وجاء في الأحاديث أنواع من الروايات: «لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، إلاَّ وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ»، ولم يحدد.

وجاء في بعضها بيوم وليلة، وبعضها ثلاثة أيام، وبعضها يومين، وبعضها مسيرة يوم.

فدل على أن المراد مطلق السفر - قريبًا كان أو بعيدًا - لا يحل لها بدون مَحْرَم.

فهذا يَرُد على هؤلاء الذين ينادون الآن بحرية المرأة، وأن لها أن تسافر بدون مَحْرَم، وأنها مثل الرجل... إلى آخره.

هذا خروج على الآداب الشرعية، ومعصية لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، والمرأة تحتاج إلى المَحْرَم لأنها ضعيفة، تحتاج إلى المَحْرَم الذي يساعدها ويدافع عنها ويحميها.


الشرح