عنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا
يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثِّيَابِ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
«لاَ يَلْبَسُ الْقَمِيصَ، وَلاَ الْعَمَائِمَ، وَلاَ السَّرَاوِيلاَتِ، وَلاَ
الْبَرَانِسَ، وَلاَ الْخِفَافَ، إلاَّ أَحَدٌ لاَ يَجِدُ نَعْلَيْنِ فَلْيَلْبَسْ
خُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ، وَلاَ يَلْبَسْ مِنَ
الثِّيَابِ شَيْئًا مَسَّهُ زَعْفَرَانٌ أَوْ وَرْسٌ»([1]).
وَلِلْبُخَارِيِّ:
«وَلاَ تَنْتَقِبِ الْمَرْأَةُ، وَلاَ تَلْبَسِ الْقُفَّازَيْنِ»([2]).
*****
من ذلك: الملابس،
فالمُحْرِم يلبس ملابس خاصة، تسمى ملابس الإحرام، وتَحْرُم عليه ملابس أخرى؛ ولذلك
سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عما يلبسه المُحْرِم؛ يعني: وما لا يلبسه.
النبي صلى الله عليه
وسلم سُئِل وهو في المدينة عما يلبسه المحرم.
فالجواب جاء على غير
السؤال!! السؤال: ما يلبسه المحرم؟ والجواب جاء عما لا يلبسه المحرم.
لأنه كان يجب على السائل
أن يَسأل عما لا يَلْبَس المُحْرِم؛ لأن ما لا يلبسه محصور، أما ما يلبسه فهو غير
محصور، الملابس غير محصورة، وأما ما لا يلبسه المحرم فهو محصور، هو الذي ينبغي أنه
يَسأل عنه.
النبي صلى الله عليه وسلم أجابه بغير اللفظ الذي سأل به، يُسَمُّون هذا من باب «أسلوب الحكيم»، وهو أن يكون الجواب بغير صيغة السؤال؛ لأنه كان ينبغي للسائل أن يَسأل عن كذا.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1542)، ومسلم رقم (1177).