وهذا كما في قوله
تعالى: ﴿يَسَۡٔلُونَكَ عَنِ ٱلۡأَهِلَّةِۖ قُلۡ هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ
وَٱلۡحَجِّۗ﴾ [البقرة: 189].
هم ما سألوا عن
حكمها الشرعي، وإنما سألوا عن حقيقة الأهلة، لماذا يبدو القمر ضعيفًا، ثم يكبر
ويتكامل، ثم يصغر حتى يتناهى: ﴿كَٱلۡعُرۡجُونِ ٱلۡقَدِيمِ﴾ [يس: 39] ؟!
والله أجابهم بغير
ما سألوا، أجابهم عن فوائد الأهلة، ولم يجبهم عن حقيقة الأهلة؛ لأنه كان ينبغي لهم
أن يسألوا عن فوائدها، ولا يسألوا عن حقيقتها؛ لأنه ليس لهم فائدة في السؤال عن
حقيقة الهلال، وإنما الفائدة في الحكمة من الهلال لماذا؟ قال الله جل وعلا: ﴿هِيَ مَوَٰقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلۡحَجِّۗ﴾، فأجابهم بغير ما
سألوا.
كذلك الرسول صلى
الله عليه وسلم سُئِل عما يَلْبَس المُحْرِم، فأجاب بما لا يَلْبَس المُحْرِم.
أظن هذا مفهومًا،
وهذا ما يسمونه بـ«أسلوب الحكيم».
قال صلى الله عليه
وسلم: «لاَ يَلْبَسُ الْقَمِيصَ»، و«القميص»: هو الثوب المَخِيط
لجميع البدن. لا يَلْبَسه المُحْرِم.
«وَلاَ الْعَمَائِمَ»، وهي ما يكون على الرأس، مما يدار على الرأس من العمائم، وكل ما يغطي الرأس، سواء كان منسوجًا أو ملفوفًا على الرأس، العمامة تُلَف على الرأس. وكذلك ما في حكمها من الطاقية أو القَلَنْسُوة، أو كل ما يُلْبَس على الرأس، مَخِيطًا أو غير مَخِيط.