×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

ثم قال صلى الله عليه وسلم: «وَلَكِنْ جِهَادٌ...»، جهاد في سبيل الله بالفعل وحَمْل السلاح والغزو في سبيل الله.

وهذا باب عظيم من أبواب الخير!! الجهاد في سبيل الله عز وجل، فإذا سَنَحت الفرصة للجهاد في سبيل الله، وعند الإنسان مقدرة واستطاعة، فهو من أفضل الأعمال لإعلاء كلمة الله عز وجل، هو أفضل من أن الإنسان يصوم النهار ويصلي طول الليل، الجهاد في سبيل الله أفضل من التفرغ للعبادة وقيام الليل وصيام النهار، أفضل، أفضل بكثير.

«وَنِيَّةٌ»؛ يعني: إذا لم يكن هناك جهاد قائم، فإن الإنسان ينوي بقلبه أنه إذا حصل جهاد أنه سيجاهد في سبيل الله، يكون عنده نية، وسيُؤْجَر على هذه النية.

«وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ»؛ يعني: جهاد مع وجود الجهاد، أو نية إذا لم يكن الجهاد موجودًا، فإنه ينوي بقلبه أنه سيجاهد متى ما سنحت له الفرصة، وسيؤجر على هذه النية؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ مَاتَ وَلَمْ يَغْزُ وَلَمْ يُحَدِّثْ بِهِ نَفْسَهُ، مَاتَ عَلَى شُعْبَةٍ مِنْ نِفَاقٍ»([1]). «وَلَمْ يُحَدِّثُ بِهِ نَفْسَهُ» هذا هو النية، يُحَدِّث نفسه بالغزو، هذا هو نية الجهاد.

ثم قال صلى الله عليه وسلم: «وَإِذَا اسْتُنْفِرْتُمْ فَانْفِرُوا»، إذا استنفركم الإمام، الإمام نادى بالجهاد، فيجب على المسلمين الذين يستطيعون الجهاد أن ينفروا مع الإمام للجهاد في سبيل الله، وألا يتخلفوا.


الشرح

([1]) أخرجه: مسلم رقم (1910).