×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

«وَلاَ يُخْتَلَى خَلاَهُ» الخَلاَ: العشب، «وَلاَ يُخْتَلَى» يعني: لا يُقْطَع.

ولكن لا بأس أنه ترعاه الدواب، لا بأس أنك تُخَلِّي دوابك ترعى منه، لا حرج في ذلك.

أما إنك تقول: «لا، أنا أجمع العشب وأخزنه» كما هو في البراري، فهذا لا يجوز في الحرم، ما يجوز أنك تجمعه وتخزنه. أما إنك تخلي البهائم ترعى، فهذا ما فيه مانع.

«فَقَالَ الْعَبَّاسُ: إلاَّ الإِذْخِرَ»، قال العباس بن عبد المطلب عم النبي صلى الله عليه وسلم مُستدرِكًا لحاجة الناس: «إِلاَّ الإِذْخِرَ»، و«الإذخر»: نبات معروف في مكة، من نبات الحجاز، يتخذونه للسقوف، يجعلونه لسقوف البيوت، ويستعمله الحدادون في حِدادتهم، «فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ وَبُيُوتِهِمْ».

وكذلك يُجْعَل في القبور، يُجْعَل حينما يسدون اللحد على الميت، يجعلون فيه شيئًا من الإذخر من أجل أن يَمنع تساقط التراب على الميت، يَسُدون الخلل الذي يكون بين اللَّبِن بالإذخر، أي: بهذا النبات.

«فَإِنَّهُ لِقَيْنِهِمْ وَبُيُوتِهِمْ» «لِقَيْنِهِمْ»: عَرَفنا القين: هو الحداد الذي يشتغل بالحِدادة. وأما البيوت فللسقوف، يُستعمَل للسقوف، حينما يُسقِّفون البيوت، ويجعلون الخشب والأشياء السقفية، يجعلون من بينها هذا الإذخر؛ لأنه يَسُد الفتحات؛ لئلا يتساقط الطين والتراب من خلال الأخشاب.


الشرح