×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 المهاجرين والأنصار ومَن تبعهم مِن المسلمين، كان معه ما يَزيد على عَشَرة آلاف مقاتل مُدَجَّجون بالسلاح!!

فانظر كيف أنه صلى الله عليه وسلم قبل ثماني سنوات خرج مختفيًا، واختفى في الغار هو وصاحبه من أذى الكفار، ومن حالة الضعف التي كان فيها المسلمون آنذاك، وما هي إلاَّ مدة وجيزة إلاَّ عاد إليها بهذه القوة الهائلة!!

وهذا نَصْر الله جل وعلا، وهذا الفرج يأتي بعد الكرب، قال تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ [النصر: 1] هذا نصر ﴿إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ [النصر: 1] فتح مكة ﴿وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا ٢ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا [النصر: 2- 3].

دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه الجيوش إلى مكة المشرفة فاتحًا، دخلها من أعلاها، من «كَدَاء»، من ثَنِيَّة كَدَاء. والثَّنِيَّة: هي الطريق بين الجبلين، وهو الذي يسمى الآن: «ربع الحَجون»؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قادم من جهة الشمال، من جهة المدينة، فصَعِدوا هذا الجبل، ونزلوا على الأبطح، على الحَجون، وهي الأبطح، عند المقبرة، مقبرة الحَجون.

فهذا معنى قوله: «دَخَلَ مَكَّةَ مِنْ أَعْلاَهَا، مِنْ كَدَاءٍ» بفتح الكاف.

وأما «كُداء» بضم الكاف، فالمراد به: المَخرج الذي في أسفل مكة، من الشبيكة، يُسمى باب الشبيكة، هذا يُسمى «كُداء»، وهذا يَخرج منه المسافر من مكة.


الشرح