هذا ما يتعلق بالركنين
الشاميين، أنهما ليسا على قواعد إبراهيم؛ ولذلك لا يُستلَمان، ولا يُقَبَّلان.
ولما كان معاوية رضي
الله عنه يطوف بالكعبة هو وابن عباس رضي الله عنهما، كان معاوية رضي الله عنه
يستلم الأركان الأربعة، فقال له ابن عباس رضي الله عنهما: «لِمَ تَسْتَلِمُ
هَذَيْنِ الرُّكْنَيْنِ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَلِمُهُمَا؟!»،
فقال معاوية رضي الله عنه: «لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ البَيْتِ مَهْجُورًا»، فقال
له ابن عباس رضي الله عنهما: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي
رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ﴾ [الأحزاب: 21]، فقال له معاوية رضي الله عنه: «صَدَقْتَ»([1]).
فالحاصل: أن الركنين
اليمانيين يُستلَمان؛ لأنهما على قواعد إبراهيم عليه السلام. وأما الركنان الشاميان،
فهما داخل الكعبة، قاصران عن قواعد إبراهيم عليه السلام. هذه هي الحكمة.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (858).
الصفحة 21 / 779