الفرس إذا وقفت ترفع يدها الصوافن، ﴿ٱلصَّٰفِنَٰتُ ٱلۡجِيَادُ﴾ [ص: 31]، فقوله: ﴿صوافن﴾ يعني: معقولة
قوائمها.
وفي قراءة: ﴿صوافيَ﴾؛ يعني: صافية
النيات والمقاصد بذبحها.
الشاهد من قوله: ﴿صَوَآفَّۖ﴾ [الحج: 36]. أو ﴿صوافن﴾ هو أنها تُنحر قائمة
معقولة يدها اليسرى؛ من أجل ألاَّ تهرب وذبحها قائمة أسهل عليها من ذبحها وهي
باركة؛ لأن الدم يخرج بسرعة، ويكون أسرع لموتها من ذبحها وهي باركة على الأرض.
﴿فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا﴾ [الحج: 36]. يعني: سقطت. هذا
دليل على أنها واقفة، ﴿فَإِذَا وَجَبَتۡ
جُنُوبُهَا﴾ [الحج: 36]. يعني: سقطت على الأرض؛ لأن الوَجْب والوجوب
معناه السقوط، ﴿فَكُلُواْ مِنۡهَا﴾ [الحج: 36]. يعني: ما يُشْرَع في تقطيعها حتى تَخرج رُوحها،
ما تُقطع وهي لم تمت وتبرد، يُنتظر حتى تبرد وتَخرج رُوحها، قال عمر رضي
الله عنه: «لاَ تُعْجِلُوا الأَنْفُسَ حَتَّى تَزْهَقَ»([1]).
﴿فَإِذَا وَجَبَتۡ جُنُوبُهَا﴾ [الحج: 36]. يعني: سقطت على
الأرض ميتة، ﴿فَكُلُواْ مِنۡهَا﴾ [الحج: 36]. فهذا فيه أن السُّنة أن
الإبل تُنحر قائمة معقولة يدها اليسرى.
وفي الحديث: تعليم الجاهل، فإن ابن عمر رضي الله عنهما قال لهذا الرجل: «ابْعَثْهَا قِيَامًا مُقَيَّدَةً، سُنَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم ».
([1]) أخرجه: البيهقي في «الكبرى» رقم (19135)، وعبد الرزاق في «مصنفه» رقم (8614).