×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ: «رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ أَتَى عَلَى رَجُلٍ قَدْ أَنَاخَ بَدَنَتَهُ، فَنَحَرَهَا، فَقَالَ: ابْعَثْهَا قِيَامًا مُقَيَّدَةً، سُنَّةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم »([1]).

*****

«وقال: «نَحْنُ نُعْطِيهِ مِنْ عِنْدِنَا»»؛ يعني: الأجرة، نعطيه الأجرة من عندنا من غير الهَدْي.

هذا فيه كيفية ذبح الهَدْي، الإبل تُنْحَر، والبقر والغنم تُذْبَح.

والنَّحر يكون في اللَّبَّة، في أسفل رقبة البعير، في الوَهْدة التي بين النحر والعنق، الوهدة محل للذبح مجمع العروق.

وأما البقر، فإنها تُذبح في حلوقها. والغنم كذلك تُذبح في حلوقها.

فالإبل تُنْحَر، والبقر والأغنام تُذبَح: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُكُمۡ أَن تَذۡبَحُواْ بَقَرَةٗۖ [البقرة: 67]، تُذبَح البقرة في حلقها.

الإبل تُنْحَر وهي قائمة، معقولة يدها اليسرى؛ لأن هذا أسهل لخروج الدم، وأسرع في موتها. ولا تُنحر وهي باركة أو معقولة. هذا هو السُّنة.

ينحر الهَدْي، وحتى في غير الهدي، فالإبل تُنحر دائمًا في الهدي وفي غيره. هذه هي الطريقة الشرعية المستحبة، وهذا كما في قوله تعالى: ﴿فَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا صَوَآفَّۖ يعني: قائمة صافة رجليها، على قوائمها.

وفي قراءة: ﴿فاذكروا اسم الله عليها صوافن صوافن: بمعنى معقولة يدها، فتكون قائمة على ثلاث، مثل الفرس الصافن،


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (1713)، ومسلم رقم (1320).