عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيِّ: أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ حَاجًّا، فَخَرَجُوا مَعَهُ، فَصَرَفَ طَائِفَةً
مِنْهُمْ - فِيهِمْ أَبُو قَتَادَةَ - وَقَالَ: «خُذُوا سَاحِلَ الْبَحْرِ حَتَّى
نَلْتَقِيَ».
فَأَخَذُوا سَاحِلَ الْبَحْرِ، فَلَمَّا انْصَرَفُوا
أَحْرَمُوا كُلُّهُمْ إلاَّ أَبَا قَتَادَةَ، فَلَمْ يُحْرِمْ.
فَبَيْنَمَا هُمْ يَسِيرُونَ، إِذْ رَأَوْا حُمُرَ
وَحْشٍ، فَحَمَلَ أَبُو قَتَادَةَ عَلَى الْحُمُرِ، فَعَقَرَ مِنْهَا أَتَانًا،
فَنَزَلْنَا فَأَكَلْنَا مِنْ لَحْمِهَا.
ثُمَّ قُلْنَا: أَنَأْكُلُ لَحْمَ صَيْدٍ، وَنَحْنُ
مُحْرِمُونَ؟! فَحَمَلْنَا مَا بَقِيَ مِنْ لَحْمِهَا، فَأَدْرَكْنَا رَسُولَ
اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَأَلْنَاهُ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ: «مِنْكُمْ أَحَدٌ
أَمَرَهُ أَنْ يَحْمِلَ عَلَيْهَا، أَوْ أَشَارَ إِلَيْهَا؟» قَالُوا: لاَ. قَالَ:
«فَكُلُوا مَا بَقِيَ مِنْ لَحْمِهَا»([1]).
وَفِي رِوَايَةٍ: قَالَ: «هَلْ مَعَكُمْ مِنْهُ شَيْءٌ؟»
فَقُلْتُ: نَعَمْ. فَنَاوَلْتُهُ الْعَضُدَ، فَأَكَلَ مِنْهَا([2]).
*****
قوله: «خُذُوا سَاحِلَ الْبَحْرِ
حَتَّى نَلْتَقِيَ»، الطريق من المدينة إلى مكة طريقان:
الأول: طريق الساحل الذي يمر على الجُحْفة، قبل أن يصل مكة يمر على الجُحْفة وعلى رابغ. هذا طريق الساحل.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1824)، ومسلم رقم (1196).