×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

كِتَابُ البُيُوعِ

*****

قال رحمه الله: «كِتَابُ البُيُوعِ»؛ أي: الكتاب الذي تُذكر فيه الأحاديث المتعلقة بالبيوع، جمع بَيْع.

والبيع لغةً: مأخوذ من الباع؛ لأن كل واحد من المتبايعين يمد يده للآخَر، فسُمي ذلك بيعًا وتبايعًا. ومنه سُميت البيعة لولي الأمر؛ لأنها تُمَد فيها الأيدي. هذا لغةً([1]).

وأما اصطلاحًا: فالبيع هو مبادلة المال بالمال على وجه التمليك. هذا هو البيع.

ومناسبة أن المصنف رحمه الله ذَكَر كتاب البيع بعد العبادات، هي أن المسلم بحاجة إلى ما يُعِينه على العبادة، وذلك بطلب الرزق الذي يستعين به على عبادة الله سبحانه وتعالى؛ لأنه لا يستطيع أن يقوم بالعبادة إلاَّ بشيء يساعده على ذلك.

والله جل وعلا يقول: ﴿فَٱبۡتَغُواْ عِندَ ٱللَّهِ ٱلرِّزۡقَ وَٱعۡبُدُوهُ [العنكبوت: 17]، ويقول عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَوٰةِ مِن يَوۡمِ ٱلۡجُمُعَةِ فَٱسۡعَوۡاْ إِلَىٰ ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَذَرُواْ ٱلۡبَيۡعَۚ [الجمعة: 9] إلى قوله: ﴿فَإِذَا قُضِيَتِ ٱلصَّلَوٰةُ فَٱنتَشِرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَٱبۡتَغُواْ مِن فَضۡلِ ٱللَّهِ [الجمعة: 10]، والفضل: هو الرزق.

فالبيع والشراء أحد وجوه طلب الرزق، وهو ما يُسمَّى بالتجارة، أو الاتجار، هذا هو الاتجار، البيع والشراء طلبًا للربح.


الشرح

([1]) انظر مادة (بوع، وبيع) في: العين (2/264- 265)، وتهذيب اللغة (3/150)، والصحاح (3/118- 1189).