×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

وهذا أشرف أنواع المكاسب، البيع والشراء من أشرف أنواع المكاسب.

فالمسلم يَطلب الرزق من جميع الوجوه المباحة: بالبيع والشراء، بالعمل الوظيفي، بالاحتراف والعمل باليد، بالزراعة... بكل وسيلة مباحة يَطلب الرزق.

وهذا مما أَمَر الله عز وجل به؛ لأن الإنسان لا يستطيع أن يعيش ويعبد ربه، ويصل رحمه، وينفق في سبيل الله، إلاَّ بالمال، والمال لا يحصل إلاَّ بسبب وطلب.

ولا يقتصر الإنسان على نوع واحد، إن حصل وإلا يُعَطِّل الأسباب الباقية، بل يطلب الرزق بأي وسيلة مباحة، ولو بالاحتراف والكَد والعمل.

أما ما عليه كثير من الشباب اليوم؛ أنه لابد من وظيفة وإلا ما يشتغل، يجلس مُعطِّلاً للأسباب، ويضيع مَن يمونه؛ لأنه ما حصلت له وظيفة!!

فهذا غلط، إذا ما حصلت لك وظيفة، فاطلب الرزق بغير الوظيفة، بل طلب الرزق بغير الوظيفة أفضل؛ لأن الوظيفة محدودة، ولا رأينا واحدًا سُتِر بالوظيفة، بالكاد تكفيه هو وعياله. ولكن الذي يبيع ويشتري ويشتغل، هذا في الغالب أنه يُثري، يحصل على ثروة.

ونحن نوجه الشباب إلى أنهم ما يقتصرون على الوظيفة، بل يطلبون الرزق، والوظيفة آخر شيء، يطلبون الرزق بالبيع والشراء.


الشرح