فلو أن هذا الشاب
اشتغل بالبيع والشراء شيئًا فشيئًا، لكان خيرًا له من الوظيفة، فيبدأ الإنسان
بالبيع والشراء شيئًا فشيئًا، ويتنامى ويكثر، حتى يصبح من الأثرياء، خير من
الموظفين، خير من الوزراء.
فالتاجر خير من
الوزير، التاجر عنده أموال، وعنده ثروة، والوزير المسكين، ما عنده شيء إلاَّ
الوظيفة، مع أن أرفع الوظائف -مثلاً- الوزير، ولكن الذي يشتغل بالتجارة خير منه
وأكثر ثروة.
فنحن نُوجِّه الشباب
إلى أنهم يطلبون الرزق من وجوهه، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم وَجَّه إلى
الاحتشاش والاحتطاب من الجبال، وحَمْل الحطب وبيعه، وَجَّه بهذا صلى الله عليه
وسلم([1]).
نبي الله داود عليه
السلام كان ملكًا نبيًّا، ومع هذا ما كان يأكل من بيت المال الذي عنده، وإنما
يشتغل بيده ويأكل من كسب يده صلى الله عليه وسلم، كان يصنع الدروع من الحديد،
ويبيعها ويأكل من ثمنها، وهو نبي الله صلى الله عليه وسلم.
فوجوه الرزق - ولله
الحمد - كثيرة ومفتوحة، ولكن على الإنسان أن يتقي الله: ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗا ٢ وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ﴾ [الطلاق: 2- 3].
تطلب الرزق وتتوكل على الله، واتقِ ربك، فإن الله وعد بأنه مَن يتقيه، فإن الله يرزقه من حيث لا يحتسب، والتقوى لا شك أنها من أعظم الأسباب لطلب الرزق.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2074).