×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

فهي ضائعة؛ لأنها لا تدافع عن نفسها، وليس معها حِذاء ولا سِقاء، فخذها، وإن شئت أن تأكلها فكُلْها، وإن جاء صاحبها فإنك تدفع له قيمتها، وإن جاء وهي حية فإنك تدفعها له.

فالغنم بحاجة إلى الإيواء. فإن سَهُل عليك أنك تحفظها مع غنمك أو في حوشك، وإن جاء صاحبها تدفعها له، فهذا شيء طيب.

وإن لم يسهل عليك، أنت في بر وبعيد عن البلد، ويشق عليك، اذبحها، وكُلْها أنت ومن معك، وإن جاء صاحبها تدفع له قيمتها.

فهذا الحديث فيه مسائل:

الأولى: فيه الفرق بين الضائع من الأموال، والضائع من بهيمة الأنعام.

الثانية: فيه سؤال أهل العلم؛ لأنهم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن الأمرين، فأجابهم صلى الله عليه وسلم، وفَصَّل لهم بما يَشفي ويَكفي.

الثالثة: فيه احترام الأموال، وأنها لا تُترك ولا يُتهاون بها.

الرابعة: فيه ما يجب على مَن وَجَد لقطة المال؛ أنه يَعرف علاماتها المميزة ثم يحتفظ بها، فإذا جاء صاحبها ووصفها وصفًا مطابقًا، دفعها له.

الخامسة: فيه عدم التعرض لضالة الإبل.

السادسة: فيه أخذ ضالة الغنم؛ لأنها لو تُركت، لضاعت وتَلِفت.

ففيه: فرق بين الإبل وبين الغنم.


الشرح