×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 وأيضًا: هي تمتنع من السباع، ليس عليها خوف من السباع؛ لأنها تقاوم السباع.

فهذه اتركها حتى يجدها صاحبها؛ لأنك لو أخذتها وجعلتها في حوشك، ما عَلِم عنها صاحبها. لكن لو تركتها في البر، وصاحبها يبحث في البر وجدها. أما إنك تُدخلها في حوشك، فما الذي يدريه أنها في حوشك؟!

ولا حاجة إلى أخذها ولا إلى إيوائها؛ لأنها معها ما يكفيها من الحِذاء والسِّقاء، ومعها ما تُدافع به عن نفسها بما أعطاها الله من القوة والمقاومة، فليس عليها خوف، فلا يجوز لأحد أن يتعرض لها.

وجاء في الحديث: «مَنْ آوَى ضَالَّةً، فَهُوَ ضَالٌّ، مَا لَمْ يُعَرِّفْهَا»([1])، فلا حاجة إلى ذلك.

ولكن بإمكانك أن تَعرفها، أو تعرف الوسم الذي عليها، وتَذكرها لمن يبحث عنها، بدون أن تأخذها، تَعرف علاماتها، وتَعرف لونها وصفاتها، وتَذكر أنك رأيت بعيرًا صفته كذا وكذا في محل كذا وكذا، فقط.

«وَسَأَلَهُ عَنِ الشَّاةِ»، الغنم ضعيفة، ما تدافع عن نفسها، وليس معها حِذاء أو سِقاء، فإذا تركتها فهي لك أو لغيرك «هِيَ لَكَ»، إن أخذتَها، «أَوْ لأَِخِيكَ»، يأتي غيرك ويأخذها، «أَوْ لِلذِّئْبِ»، يأكلها.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (1725).