×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 «ذَلِكَ لَحْمٌ تُصُدِّقَ بِهِ عَلَى بَرِيرَةَ»، ظنوا أنه يَحرم على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لأنه صدقة.

«فَكَرِهْنَا أَنْ نُطْعِمَكَ مِنْهُ»؛ لأنه صلى الله عليه وسلم تَحرم عليه الصدقة.

فقال: «هُوَ عَلَيْهَا صَدَقَةٌ، وَهُوَ مِنْهَا لَنَا هَدِيَّةٌ»، هي ما تصدقت به على الرسول صلى الله عليه وسلم، وإنما أهدته، والرسول صلى الله عليه وسلم تحل له الهدية.

هذا حُكْم شرعي مهم جدًّا!!

فلو أن مثلاً: أنت غني، ما تحل لك الزكاة، جئت ضيفًا عند واحد فقير، أُعْطِيَ من الزكاة، وصَنَع لك طعامًا من الزكاة، يجوز لك أن تأكل منه؛ لأنه عليه صدقة، ولك ضيافة أو دعوة. فهذا من فروع هذه المسألة.

أو أن الفقير أُعْطِيَ الزكاة، فأهداها لك، يجوز هذا، أنت غني، ما تحل لك الزكاة، ولكن أُعْطِيَ فقير من الفقراء زكاة، فأهدى لك منها، يحل لك هذا؛ لأنه بالنسبة لك هدية، والغني يجوز أن يأخذ الهدية.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا الْوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ»، وهذه هي المسألة الثالثة، أنه لا يجوز شرط الولاء لغير المُعْتِق؛ لأن أسياد بَريرة وافقوا على بيعها من عائشة رضي الله عنها، واستثنَوُا الولاء، فأبطل النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، وقال: «إِنَّمَا الْوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَقَ»، فلا يجوز اشتراطه لأحد غير المُعْتِق؛ لأن هذا تغيير لحكم الله سبحانه وتعالى، الله جَعَل الولاء لمن أعتق، فلا يجوز صرفه لغيره ولا يجوز هبته ولا بيعه، كما سبق.

***


الشرح