×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

والأقرب: الأبناء، ثم بنوهم، ثم الآباء، ثم الأجداد مِن قِبل الأب، ثم الإخوة وبنوهم، ثم الأعمام وبنوهم... وهكذا.

أقرب رجل ذكر، أليس الرجل هو الذَّكَر؟! فلماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رَجُلٍ ذَكَرٍ» ؟!

لئلا يُتوهم بذلك أنه يَقصد الرجل البالغ، فقوله صلى الله عليه وسلم: «ذَكَرٍ» يشمل الصغير والكبير؛ لئلا يُتوهم من قوله صلى الله عليه وسلم: «رَجُلٍ» أنه يَقصد البالغ فقط، فرفع صلى الله عليه وسلم هذا التوهم بقوله: «فَلأَِوْلَى رَجُلٍ ذَكَرٍ».

فدل هذا الحديث على:

أولاً: أنه يُبدأ بأصحاب الفروض، ويُعْطَوْن فروضهم كاملة، ثم إذا بقى شيء فهو للعَصَبة.

ثانيًا: دل الحديث على أن العصبة يبدأ بالأقرب إلى الميت، فالأقرب.

«وَفِي رِوَايَةٍ: «اقْسِمُوا الْمَالَ بَيْنَ أَهْلِ الْفَرَائِضِ عَلَى كِتَابِ اللهِ»»؛ كما ذَكَر الله من الفروض في أول سورة «النساء»:

﴿يُوصِيكُمُ ٱللَّهُ فِيٓ أَوۡلَٰدِكُمۡۖ لِلذَّكَرِ مِثۡلُ حَظِّ ٱلۡأُنثَيَيۡنِۚ [النساء: 11]. إذا كان الأولاد رجالاً ونساء، فللذَّكَر مثل حظ الأنثيين.

﴿فَإِن كُنَّ نِسَآءٗ فَوۡقَ ٱثۡنَتَيۡنِ [النساء: 11] يعني: ليس هناك رجال، ليس هناك ذكور من الأولاد، ﴿فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَۖ [النساء: 11].

﴿وَإِن كَانَتۡ وَٰحِدَةٗ [النساء: 11].يعني: بنت واحدة، ﴿فَلَهَا ٱلنِّصۡفُۚ [النساء: 11] ﴿وَلِأَبَوَيۡهِ لِكُلِّ وَٰحِدٖ مِّنۡهُمَا ٱلسُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُۥ وَلَدٞۚ فَإِن لَّمۡ


الشرح