×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَالِي! قَالَ: «لاَ مَالَ لَكَ، إِنْ كُنْتَ صَدَقْتَ عَلَيْهَا فَهُوَ بِمَا اسْتَحْلَلْتَ مِنْ فَرْجِهَا، وَإِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ فَهُوَ أَبْعَدُ لَكَ مِنْهَا»([1]).

 *****

 قوله: «أَنَّ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ»، ما سماه من باب السَّتر عليه، وأنه لا يوجد مَن ذَكَر اسمه.

قوله: «يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ أَنْ لَوْ وَجَدَ أَحَدُنَا امْرَأَتَهُ عَلَى فَاحِشَةٍ، كَيْفَ يَصْنَعُ؟».

قيل: إن الرجل كان شاكًّا في زوجته، ومتحيرًا ماذا يعمل، فجاء يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم.

وقيل: إنه ليس شاكًّا، ولكنه تَعَجَّل الأمر.

ولا يجوز للإنسان أنه يسأل عن شيء قبل أن يحدث؛ لئلا يُبتلى به، إذا حَدَث الشيء فاسأل، أما قبل ذلك فلا تسأل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَسۡ‍َٔلُواْ عَنۡ أَشۡيَآءَ إِن تُبۡدَ لَكُمۡ تَسُؤۡكُمۡ وَإِن تَسۡ‍َٔلُواْ عَنۡهَا حِينَ يُنَزَّلُ ٱلۡقُرۡءَانُ تُبۡدَ لَكُمۡ [المائدة: 101].

فلا يجوز للإنسان أن يسأل عن شيء مكروه لم يقع، بل يسأل الله العافية ويتجنب هذا الشيء.

قوله: «إِنْ تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ»؛ يعني: إن تكلم، صار قاذفًا وأقمتَ عليه الحد.

قوله: «وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ»؛ يعني: وإن سكت سكت على أمر عظيم؛ لأنه يرى الفحش في أهله ولا يَقْدِر أن يعمل شيئًا.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5350)، ومسلم رقم (1493).