قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَالِي! قَالَ: «لاَ مَالَ
لَكَ، إِنْ كُنْتَ صَدَقْتَ عَلَيْهَا فَهُوَ بِمَا اسْتَحْلَلْتَ مِنْ فَرْجِهَا،
وَإِنْ كُنْتَ كَذَبْتَ فَهُوَ أَبْعَدُ لَكَ مِنْهَا»([1]).
*****
قوله: «أَنَّ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ»،
ما سماه من باب السَّتر عليه، وأنه لا يوجد مَن ذَكَر اسمه.
قوله: «يَا رَسُولَ
اللَّهِ، أَرَأَيْتَ أَنْ لَوْ وَجَدَ أَحَدُنَا امْرَأَتَهُ عَلَى فَاحِشَةٍ،
كَيْفَ يَصْنَعُ؟».
قيل: إن الرجل كان
شاكًّا في زوجته، ومتحيرًا ماذا يعمل، فجاء يسأل الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقيل: إنه ليس
شاكًّا، ولكنه تَعَجَّل الأمر.
ولا يجوز للإنسان
أنه يسأل عن شيء قبل أن يحدث؛ لئلا يُبتلى به، إذا حَدَث الشيء فاسأل، أما قبل ذلك
فلا تسأل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَسَۡٔلُواْ عَنۡ أَشۡيَآءَ
إِن تُبۡدَ لَكُمۡ تَسُؤۡكُمۡ وَإِن تَسَۡٔلُواْ عَنۡهَا حِينَ يُنَزَّلُ
ٱلۡقُرۡءَانُ تُبۡدَ لَكُمۡ﴾ [المائدة: 101].
فلا يجوز للإنسان أن
يسأل عن شيء مكروه لم يقع، بل يسأل الله العافية ويتجنب هذا الشيء.
قوله: «إِنْ
تَكَلَّمَ تَكَلَّمَ بِأَمْرٍ عَظِيمٍ»؛ يعني: إن تكلم، صار قاذفًا
وأقمتَ عليه الحد.
قوله: «وَإِنْ سَكَتَ سَكَتَ عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ»؛ يعني: وإن سكت سكت على أمر عظيم؛ لأنه يرى الفحش في أهله ولا يَقْدِر أن يعمل شيئًا.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5350)، ومسلم رقم (1493).