أسهل عليه، فلا يفرح ويقول: إنه نجا، وإنه
سَلِم!! فإنه إذا لم يُؤاخَذ في الدنيا ولم يؤخذ منه، فإنه يؤخذ منه يوم القيامة،
وذاك أصعب - والعياذ بالله -.
فعلى الإنسان أن
يتخلص من المظالم ما دام على قيد الحياة، حتى وإن كان عليه قِصاص فإنه يُمَكِّن من
نفسه ويُعَرِّض نفسه للقِصاص، كونه يُقتص منه في الدنيا أسهل من أنه يُحاسَب يوم
القيامة. وكذلك بقية الحقوق، إذا كان عنده مظالم فإنه يؤديها، يتخلص.
قال صلى الله عليه
وسلم: «مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لأَِخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ،
فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ اليَوْمَ، قَبْلَ أَنْ لاَ يَكُونَ دِيَنارٌ وَلاَ
دِرْهَمٌ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ،
وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِه فَحُمِلَ
عَلَيْهِ»([1]).
والله جل وعلا
حَكَمٌ عَدْل، لا يترك المظالم تذهب هَدَرًا، وإن سَلِم أصحابها في الدنيا فإنهم
لا يَسْلَمون في الآخرة.
وحقوق المخلوقين لا تَسقط إلاَّ بتسامحهم عنها، حتى ولو تبت واستغفرت فهذا ما يبريك من حق المخلوقين، لا بد من أدائها إليهم. إنما الاستغفار والتوبة هذان في حقوق الله. أما حقوق المخلوقين فما يكفي التوبة والاستغفار، لا بد من أدائها إليهم أو مسامحتهم عنها.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2449).