وَفِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ عُبَيْدٍ: فَكَرِهَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبْطِلَ دَمَهُ، فَوَدَاهُ بِمِائَةٍ مِنْ إبِلِ
الصَّدَقَةِ([1]).
*****
هذا في القتيل الذي
لا يُعْرَف قاتله.
إذا قُتِل إنسان في
مكان، ولم يُعْرَف قاتله حتى يُقتص منه، وُجد في حارة، وُجد في مكان، تفرق الناس
ووُجد على أثرهم قتيل بعد تفرقهم.
المهم أنه وُجِد
قتيل، ولا يُدْرَى مَن قاتله؟
فهذا له إجراء مذكور
في هذا الحديث، وهو ما حصل في قصة عبد الله بن سهل حينما ذهب هو وحُوَيِّصة
ومُحَيِّصة ابنا مسعود، ابنا عمه، ذهبوا إلى خيبر.
وخيبر بلد زراعي شمال المدينة، كانت تقطنه اليهود، وكان بلدًا زراعيًّا مغلًّا بالثمار، فغزاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم السنة السابعة بعد صلح الحديبية، غزاهم في خيبر، وحاصرهم حتى استسلموا بعد شدة وبعد طول حصار، تعبٌ على المسلمين، استسلموا، ومَكَّن الله المسلمين منهم، فصارت بلادهم للمسلمين، فيئًا للمسلمين، فقالوا: يا محمد، نحن أعلم بالزراعة وأعرف بالأرض. فطلبوا منه أن يتركهم يزرعونها بشطر ما يَخرج منها؛ يعني: بنصف ما يَخرج منها، الرسول صلى الله عليه وسلم أجابهم إلى ذلك، تركهم يزرعونها، ويدفعون للمسلمين نصف الغلة، هذا ما يُسمى بالمساقاة والمزارعة.