وكل ما يزيل العقل
أو يؤثر فيه ويضعفه، فإن الإنسان منهي عنه وعن تعاطيه؛ ليبقى إنسانًا كريمًا
متميزًا بعقله وإدراكه عن البهائم والحيوانات والمجانين.
فهو نعمة؛ ولهذا
سَمَّاه الله حِجْرًا، ﴿هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ
لِّذِي حِجۡرٍ﴾ [الفجر: 5]؛ يعني: ذي عقل؛ لأن العقل يَحْجُره؛ يعني: يحميه،
يسمى بالحِجْر. ويسمى بـ«العقل»؛ لأنه يَعْقِل الإنسانَ كما يُعْقَل البعير
بالحبل، فكذلك «العقل» يَعْقِل الإنسان عما لا يليق.
ومن جملة الضرورات
الخمس التي حماها الله جل وعلا بالحدود والعقوبات: نعمة العقل، فإن الله
أَمَر بحفظها، ونهى عن الإخلال بها والتعدي عليها، ومن ذلك تعاطيه الخمر؛ لأن
الخمر يغطي العقل، فيصبح الإنسان كالبهيمة لا يدرك، وقد يفعل الجرائم من غير شعور،
قد يَقتل، قد يَفعل الفاحشة بقريبته وبمَن حوله، وهو لا يشعر، قد يتكلم ويسب ويشتم
ويَهذي، وهو لا يشعر؛ لأنه زال عقله، وهو السبب في زواله.
أما لو زال عقله
بدون سبب منه؛ كالجنون والإغماء والنوم فهذا لا يُؤاخَذ.
لكن إذا كان هو المتسبب في زوال عقله بتعاطي المسكرات أو المُخدِّرات، وهذه أشد، أو أن يتعاطى المفترات للعقل كالدخان والقات؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كل مسكر([1]) وعن كل مفتر، ولِما تورثه