هذه المواد الخبيثة من الآثار على البدن وعلى
الصحة، وما تسببه من ترك الواجبات وفِعل المحرمات... إلى غير ذلك.
من رحمة الله جل
وعلا أنه صان الضرورات الخمس، ومنها العقل، فأوجب على مَن اعتدى على عقله بشرب
المسكر أوجب أن يُجْلَد وأن يُؤَدَّب ويقام عليه الحد حتى يرتدع، وهذا لمصلحته
ومصلحة المجتمع، فالمجتمع يناله من شر السُّكارى، وهو أيضًا يَضر بنفسه، فمن
مصلحته ومصلحة المجتمع أن يقام عليه الحد إذا سكر؛ حتى يرتدع عن ذلك.
والله سبحانه وتعالى
حَذَّر من الخمر، وبَيَّن ما فيها من الأضرار، قال تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِنَّمَا ٱلۡخَمۡرُ وَٱلۡمَيۡسِرُ
وَٱلۡأَنصَابُ وَٱلۡأَزۡلَٰمُ رِجۡسٞ مِّنۡ عَمَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ فَٱجۡتَنِبُوهُ
لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ ٩٠ إِنَّمَا يُرِيدُ
ٱلشَّيۡطَٰنُ أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ
وَٱلۡمَيۡسِرِ وَيَصُدَّكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَعَنِ ٱلصَّلَوٰةِۖ فَهَلۡ
أَنتُم مُّنتَهُونَ﴾ [المائدة: 90- 91].
والخمر عَرَفناه. والمَيْسِر:
هو القِمار؛ لأنه أكل لأموال الناس بالباطل، وهو المراهنات. المراد بالقمار:
المراهنات التي يؤخذ عليها المال بدون فائدة، وإنما طمعًا في أخذ المال. قد يربح
الإنسان ربحًا فاحشًا في لحظة، وقد يخسر خَسارة فادحة في لحظة، في تعاطي القمار
والميسر - كما هو معروف، وكما هو مُشاهَد -.
ولذلك حرمه الله،
وقرنه بالخمر؛ لما فيه من المفاسد ولما فيه من استغلال الشيطان لإلقاء العداوة بين
المسلمين والبغضاء بين المسلمين.