وقد لَعَن النبي صلى الله عليه وسلم الخمر،
ولَعَن شاربها، وساقيها، وعاصرها، ومعتصرها، وبائعها، وآكل ثمنها، وحاملها،
والمحمولة إليه([1])، وسَمَّاها أُم
الخبائث([2])، وأخبر أنه لا
يَدخل الجنة مدمن خمر([3])، المداوم على شرب
الخمر حتى يموت هذا عليه وعيد شديد؛ أنه لا يَدخل الجنة.
وأجمع المسلمون على
تحريم الخمر إجماعًا قطعيًّا.
فمَن استحلها، فهو
كافر، مَن قال: «إن الخمر حلال، وإنها مشروب رُوحي، وإنها فيها فوائد، فهي حلال،
وتحريمها غلو وتَشَدُّد»، فهذا كافر بالله عز وجل؛ لأنه مكذب لله ولرسوله
ولإجماع المسلمين.
وأما مَن شربها وهو غير مستحل لها، فهذا مرتكب لكبيرة من كبائر الذنوب، مُعَرَّض للوعيد، لكنه لا يَكفر، فهو من جملة أصحاب الكبائر، الذين هم تحت مشيئة الله: إن شاء غفر لهم، وإن شاء عذبهم، ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ﴾ [النساء: 48].
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (3674)، وابن ماجه رقم (3380)، وأحمد رقم (2897).