×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 صادقًا في دعواه ومتيقنًا من صحة دعواه.

أما أن يَدَّعِي بالباطل، ويستعمل البلاغة والفصاحة وشهداء الزور والأيمان الفاجرة، فهذا لن يفوت على الله عز وجل يوم القيامة، والدنيا منطوية وسريعة، لكن الآخرة مقبلة وقريبة ودائمة - والعياذ بالله - لا تنقطع.

فعلى الإنسان أن يحاسب نفسه عن هذه الأمور، ولا يتساهل فيها، ويقول: «كل الناس على هذا». أنت ما عليك من الناس، أنت عليك نفسك. إذا كفر الناس وأشرك الناس، ودخلوا النار، أأنت تكفر وتدخل معهم النار؟! لا، أنت عليك نفسك، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ عَلَيۡكُمۡ أَنفُسَكُمۡۖ لَا يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا ٱهۡتَدَيۡتُمۡۚ إِلَى ٱللَّهِ مَرۡجِعُكُمۡ جَمِيعٗا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ [المائدة: 105].

فلا تقل: الناس كلهم على هذا، وكلهم يفعلون هذا، وهذا شيء عليه الناس!! عليك نفسك، ثم إنك تدعو الناس، وتبين لهم، وتنصحهم، وتأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر. أما أنك تتساهل مع الناس، وتدخل مع الناس فيما دخلوا فيه؛ فهذا أمر لا يجوز، وأنت تعرف أن هذا باطل.

***


الشرح