×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

والمناسبة: أن القاتل أَخرج النفس من الحياة إلى الموت. وهذا أَخرج الإنسانَ من الرحمة إلى اللعنة وإلى الهلاك. فمِن هذا الوجه كان لعن المؤمن كقتله.

فلا يجوز للإنسان أن يتفوه باللعن، لا يَلعن نفسه، ولا زوجته، ولا أولاده، ولا أقاربه، ولا إخوانه المسلمين، لا يلعن أحدًا، يُمسك لسانه عن اللعن.

المسألة الخامسة: «مَنِ ادَّعَى دَعْوَى كَاذِبَةً لِيَتَكَثَّرَ بِهَا، لَمْ يَزِدْهُ اللهُ عز وجل إلاَّ قِلَّةً»، هذا في باب الخصومات.

«مَنِ ادَّعَى دَعْوَى كَاذِبَةً لِيَتَكَثَّرَ بِهَا»، الذي يأخذ أموال الناس، يَدَّعِي على الناس وهو كاذب، ويأتي بحُجج باطلة من أجل أن يأخذ أموالهم، فهذا أمر محرم، وأَخْذ لأموال الناس بالباطل.

فلا يجوز للإنسان أن يدعي شيئًا إلاَّ وهو صادق في دعواه، ولا يدعي دعاوى باطلة وخصومات فاجرة، ويستعمل قوة حُجته وفصاحته... إلى آخره من أجل أن يأخذ أموال الناس؛ فإن الله جل وعلا حسيب على الجميع.

وهَبْ أنه حَصَّل ما في الدنيا وَروَّج على الحكام، فإنه لا يُروِّج على الله جل وعلا يوم القيامة. فكونه يبيع دنياه بآخرته هذا هو المشكل؛ يعني: يجعل الآخرة ثمنًا للدنيا! هذه خَسارة عظيمة.

فالإنسان لا يَدَّعِي ولا يتقدم بالدعوى عند المحاكم، سواء كان أصيلاً أو وكيلاً أو محاميًا، لا يتقدم بالدعوى عند المحاكم إلاَّ إذا كان


الشرح