×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 وَلاَ الفَاحِشِ وَلاَ البَذِيءِ»([1]). فلا يتلفظ الإنسان باللعن على المسلمين، ولا يُعَوِّد نفسه اللعن.

ولما لَعنت امرأة ناقتها، وكانت تسير مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر؛ أَمَر النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤخذ ما على الناقة وأن تُترك. قال الراوي: «فَكَأَنِّي أَرَاهَا الآْنَ تَمْشِي فِي النَّاسِ، مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ»([2])؛ عقوبة لها.

فالإنسان لا يَلعن نفسه، ولا يَلعن أحدًا من المسلمين، ولا يَلعن ممتلكاته أو دوابه أو بيته، ولا يَلعن الأوقات أو الأزمنة، لا يَلعن إلاَّ مَن يستحق اللعنة.

أما أنه يُعَوِّد نفسه على اللعن والشتائم والسِّباب والبذاءة، فهذا لا يليق بالمؤمن، المؤمن يُنَزِّه لسانه عن البذاءة بالكلام، لا سيما اللعن.

وإذا لَعَن مؤمنًا وقال: لَعَن اللهُ فلانًا - وهو مؤمن - فحكمه حكم مَن قتله، والله جل وعلا يقول: ﴿وَمَن يَقۡتُلۡ مُؤۡمِنٗا مُّتَعَمِّدٗا فَجَزَآؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَٰلِدٗا فِيهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِيمٗا [النساء: 93].

يعني: فعليه من الإثم مثل إثم مَن قَتَل هذا المؤمن. وليس معناه أنه كقتله يعني: في القِصاص أنه يُقتص منه. وإنما معناه أنه كقتله في الإثم - والعياذ بالله -.


الشرح

([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1977)، وأبو يعلى رقم (5088)، وابن حبان رقم (192)، والبزار رقم (1523).

([2]) أخرجه: مسلم رقم (2595).