عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا
بِآبَائِكُمْ»([1]).
وَلِمُسْلِمٍ: «فَمَنْ كَانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ
بِاللهِ أَوْ لِيَصْمُتْ»([2]).
وَفِي رِوَايَةٍ: «قَالَ عُمَرُ: فَوَاللهِ مَا حَلَفْتُ
بِهَا مُنْذُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَى عَنْهَا،
ذَاكِرًا وَلاَ آثِرًا»([3]).
آثِرًا: يَعْنِي: حَاكِيًا عَنْ غَيْرِي أَنَّهُ حَلَفَ
بِهَا.
*****
كانوا في الجاهلية وفي أول الإسلام يحلفون
بآبائهم، فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، ونُسِخ ما كان في أول الإسلام،
فنُهِي عن الحلف بغير الله؛ لأن الحلف تعظيم للمحلوف به، ولا يجوز التعظيم إلاَّ
لله عز وجل؛ ولهذا جاء في الحديث الآخَر: «مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللهِ،
فَقَدْ كَفَرَ - أَوْ: أَشْرَكَ -»([4]). والمراد: الشرك
الأصغر، والكفر الأصغر. فلا يجوز الحلف إلاَّ بالله.
«مَنْ كَانَ حَالِفًا»، انظر: «مَنْ كَانَ حَالِفًا»، وإلا فالإنسان لا يحرص على الحلف، لكن مَن كان حالفًا ولا بد «فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ أَوْ لِيَصْمُتْ»، وهذا أَوْلى، أي أنه يصمت أَوْلى ويترك الحلف، لكن لو حلف يحلف بالله عز وجل.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6647)، ومسلم رقم (1646).