×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 «إِنَّ اللهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ»، هذا نَهْي عما كان عليه الأمر قبل، «مَنْ كَانَ حَالِفًا، فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ أَوْ لِيَصْمُتْ».

فهذا فيه: تحريم الحلف بغير الله عز وجل؛ كالحلف بالكعبة، أو بالرسول، أو بالمسيح، أو الحلف بأي مخلوق، لا يجوز الحلف بالمخلوق، وإنما يُحلف بالخالق سبحانه وتعالى.

هذا الذي استقر عليه الأمر في الإسلام، فالحلف بغير الله شرك؛ كما في الحديث أو كُفْر.

والمراد: الشرك الأصغر أو الكفر الأصغر، إلاَّ إذا قُصِد تعظيم المحلوف به كما يُعَظَّم الله، فإنه شرك أكبر؛ كحلف أصحاب القبور بالأضرحة، فقد يحلفون بالله ويتساهلون بالحلف بالله، ولا يتساهلون بالحلف بالميت، يخافون من الميت!! وإذا قيل له: «احلف بمن تعظمه»، اضطرب وخاف أن الميت يصيبه، فأبى أن يحلف. لكن إذا قيل له: «احلف بالله»، على طول؛ لأنه لا يخاف الله، هذا شرك أكبر.

أما إذا كان من المسلم المؤمن فحلف بغير الله، فهذه معصية وكبيرة من كبائر الذنوب، لكنها شرك أصغر وكُفْر أصغر. فعلى المسلم أن يتوب إلى الله، وأن يترك هذه العادة القبيحة.

والحلف بالأصنام باللات أو بالعُزى أو بمناة أو بكل ما يُعبد من دون الله: هذا أشد.


الشرح