فنقول: بلى، إذا قَوِي إيمان الإنسان، وقَوِي توكله على الله، فإنه لا بأس أن
يتصدق بماله كله؛ كأبي بكر رضي الله عنه. أما إذا لم يصل إلى هذه الدرجة، ويُخشى
أنه إذا احتاج أن يتألم أو يتحرج، فهذا يُبقي من ماله ما يدفع به حاجته.
هذا راجع إلى إيمان
الشخص، قوة إيمانه أو ضعف إيمانه:
فإذا بَلَغ الإيمان
مبلغ إيمان الأنصار: ﴿وَيُؤۡثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ﴾ [الحشر: 9]، ومبلغ الإيمان في
أبي بكر؛ تَصَدَّقَ بماله كله، فله أن يتصدق بماله كله؛ لأنه يستغني بالله عز وجل.
أما إذا كان الإنسان
ما وصل إلى هذه الدرجة، فإنه يُبقي ما يكفي لحاجته.
***
الصفحة 12 / 779