عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:
«أَنْفَجْنَا([1]) أَرْنَبًا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ([2]) فَسَعَى الْقَوْمُ فَلَغَبُوا، وَأَدْرَكْتُهَا
فَأَخَذْتُهَا، فَأَتَيْتُ بِهَا أَبَا طَلْحَةَ، فَذَبَحَهَا، وَبَعَثَ إِلَى
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِوَرِكِهَا وَفَخِذَيْهَا، فَقَبِلَهُ»([3]).
*****
هذا الحديث فيه: أن الأرنب حلال.
فمناسبة ذكره في باب
الأطعمة أنه يدل على أن الأرنب من الصيد وأنها حلال.
هذا وجه سياق الحديث
في هذا الباب.
وقوله رضي الله عنه:
«لَغبُوا» يعني: تعبوا. اللُّغُوب: هو التعب.
﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا فِي
سِتَّةِ أَيَّامٖ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٖ﴾ [ق: 38]، يعني من تعب. فذلك
يسير على الله جل وعلا، ﴿وَمَا مَسَّنَا مِن
لُّغُوبٖ﴾ [ق: 38].
في هذا رَدٌّ على
اليهود الذين يقولون: إن الله تَعِب من خلق السماوات والأرض، فاستراح يوم السبت؛
لأن يوم السبت ما فيه
([1]) قال الليث: «نَفَجَتِ الأرنب تَنْفُج
وتَنْفِج نُفُوجًا، وانتفجت انتفاجًا، وهو أَوْحَى عَدْوها. وقد أَنْفَجَها
الصائدُ، إذا أثارها من مَجْثَمِها». انظر مادة (نفج) في: العين (6/ 145)، وتهذيب
اللغة (11/ 79)، والصحاح (1/ 345)، ومقاييس اللغة (5/ 457)، ولسان العرب (2/ 381).
([1]) قال أبو عُبَيْد الأندلسي: «مَرُّ
الظَّهْران: بفتح أوله وتشديد ثانيه، مضاف إلى الظهران، بالظاء المعجمة المفتوحة.
وبين مَرّ والبيت ستة عَشَر ميلاً. ورَدَّ عمر بن الخطاب الذي ترك الطواف لوداع
البيت من مَرّ الظَّهران. قال سعيد بن المُسيَّب: كانت منازل عك مَرّ الظَّهْران».
انظر: معجم ما استعجم من أسماء البلاد والمواضع (4/ 1212).