خلق، الخلق بدأ يوم الأحد، وانتهى بيوم الجمعة،
يوم الجمعة تكامل الخلق، ويوم السبت ما فيه خلق. اليهود قالوا: إن الله اتخذه
عطلة، استراح فيه. تعالى الله عما يقولون علوًّا كبيرًا، وهذا من جملة تجرئهم على
الله سبحانه وتعالى.
فالحاصل: أن اللغوب هو
التعب، «لَغِبوا» يعني: تَعِبوا في طلب الأرنب. فأدركها الراوي، صادها حية،
ثم ذهب بها إلى غيره من الصحابة فذبحها.
هذا فيه: دليل على أن الصيد
إذا أُدْرِك وهو حي؛ لا يَحل إلاَّ بالذكاة. أما إذا مات بالاصطياد وذُكِر اسم
الله عليه حين إرسال السهم أو الجارحة، فإنه يَحل؛ لأن ذكاته صيده إذا مات بسبب
الإصابة، إصابة السهم أو الجارحة، من طير أو كلب، كلب صيد. أما إذا أدركه وفيه
حياة، فإنه لا يحل إلاَّ بذبحه. والدليل: هذه الأرنب التي أمسكوها فذبحوها.
وفيه: دليل على
مشروعية الهدية.
فيه: أن الأرنب حلال.
وفيه: دليل على أن الصيد
لا يحل إذا أُمسك وهو حي إلاَّ بالذكاة.
وفيه: الاستنابة في
الذكاة.
وفيه: مشروعية الهدية، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «تَهَادُوا تَحَابُّوا»([1])،
([1]) أخرجه: أبو يعلى رقم (6148)، والبخاري في «الأدب المفرد» رقم (594)، والبيهقي في «الشعب» رقم (8568).