×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

إذا لم يَبْقَ إلاَّ دهونات أو أشياء عالقة باليد ولا يتحصل منها شيء، وإنما هي آثار طعام، فلا بأس أن يمسحها أو يغسلها بالغسالة.

أما إذا كان على يده طعام، فإنه لا يجوز له أن يهدره أو يغسله بالغسالة ويذهب مع النجاسات، أو يمسحه بالمنديل ويهدر.

هذا فيه: احترام الطعام، وعدم إهدار شيء منه!!

فأين الذين يعملون الولائم الضخمة، ولا يؤكل منها إلاَّ اليسير، والباقي يُهْدَر ويوضع في المزابل أو في مقام البلدية؟!

هذا إسراف وتبذير، وإهدار للنعمة، ويُخاف على الناس من العقوبة؛ لأن النعم إذا لم تُشْكَر فإنها تُسْلَب، قال تعالى: ﴿وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكُمۡ لَئِن شَكَرۡتُمۡ لَأَزِيدَنَّكُمۡۖ وَلَئِن كَفَرۡتُمۡ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٞ [إبراهيم: 7].

ففي هذا الحديث: أنه لا تُهْدَر النِّعم، حتى الذي يعلق بالأصابع أو بالإناء لا يهدره، أو بالقِدر لا يُهدره الإنسان. بل إنه يَنتفع به، أو يأخذه ويضعه في مكان ويَنتفع به إما الحيوانات وإما الطير، يضعه في مكان طاهر، تنتفع به الحشرات والطيور والحيوانات. ولا يُهدره، أو يصرفه مع الصرف في المجاري، أو يضعه في القمامات مع الأوساخ ومع القمامات.

فيجب التنبه لهذا؛ فالنعمة لها قَدْر ولها قيمة.

***


الشرح