×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا، فَلاَ يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا»([1]).

*****

وكذلك الدجاج الآن حول ذبحه شبهات؛ لأن الدجاج المستورد حامت حوله شبهات في كيفية ذكاته.

فإنهم يذبحونه بطرق غير شرعية، الذين يُصدِّرون لحوم الدجاج يذبحونه بطرق غير شرعية؛ كالماء الحار أو الصعق الكهربائي، فيموت من غير ذكاة؛ لأنهم لا يَقدرون على ذبح الكَميات الهائلة إلاَّ بهذه الطريقة، يصعقونه فيموت جميعًا، أو يُدخلونه في ماء حار فيموت جميعًا.

فإذا صح هذا فإنه حرام؛ لأنه غير مذكى بطريقة شرعية. وإذا لم يصح فإنه يكون من المشتبهات، فالمسلم يتجنبه، ويأكل من الدجاج المذبوح على الطريقة الشرعية في البلاد.

والحمد لله، الدجاج الآن صار هناك مزارع وإنتاج للدواجن بكَميات قد تكفي حاجة المملكة أو تقارب الكفاية، فالمسلم يأكل مما لا شك فيه، ويتجنب ما هو مشكوك فيه.

هذا الحديث فيه: آداب أكل الطعام، وهو أن الإنسان لا يُهْدِر الطعام، حتى الذي يعلق بيده من الطعام لا يُهدره ويمسحه بالمنديل أو يغسله بالغسالة، بل يَلعق يده، يَلعقها بلسانه، بحيث لا يبقى عليها طعام، ثم يمسحها بالمنديل بعد ذلك، أو يغسلها بالغسالة.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (5456)، ومسلم رقم (2031).