وكما سبق لكم أن
الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ،
وَالْحَرَامَ بَيِّنٌ»([1]).
والأصل في الأطعمة: الحِل إلاَّ ما دل
الدليل على تحريمه، فإن الله قال: ﴿هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُم
مَّا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا﴾ [البقرة: 29]، وقال: ﴿وَسَخَّرَ لَكُم مَّا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِ جَمِيعٗا
مِّنۡهُۚ﴾ [الجاثية: 13]، فهو مخلوق لمصالح العباد.
فالأصل: الحِل إلاَّ ما دل
الدليل على تحريمه، ودخل تحت القاعدة، إما أنه نجس والأدلة دلت على تحريم النجس،
أو أنه مُضِر والأدلة دلت على تحريم المضر: ﴿وَلَا تُلۡقُواْ بِأَيۡدِيكُمۡ إِلَى ٱلتَّهۡلُكَةِ﴾ [البقرة: 195]، «لاَ ضَرَرَ
وَلاَ ضِرَارَ»([2])،﴿وَلَا تَقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِكُمۡ رَحِيمٗا﴾ [النساء: 29].
فهذه هي القاعدة: أن الأصل الحِل،
إلاَّ ما دل الدليل على تحريمه أو دخل تحت القاعدة بأن كان نجسًا أو كان مُضِرًّا
فإنه حرام.
والدجاج من الطيبات، وأكثر مأكول الناس اليوم الدجاج، إلاَّ أن الله جل وعلا في هذه الأيام انتقم من الناس، فظهر فيه ما يسمونه بهذا المرض عقوبة للناس، فامتنعوا منه وصار فيه شكوك وخوف، صاروا يخافون الآن من الدجاج! فهذه عقوبة من الله جل وعلا.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1649).