عَنْ زَهْدَمِ بْنِ مُضَرِّبٍ الْجَرْمِيِّ قَالَ:
كُنَّا عِنْدَ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، فَدَعَا بِمَائِدَةٍ، وَعَلَيْهَا
لَحْمُ دَجَاجٍ، فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَيْمِ اللهِ، أَحْمَرُ، شَبِيهٌ
بِالْمَوَالِي، فَقَالَ: هَلُمَّ. فَتَلَكَّأَ فَقَالَ لَهُ: هَلُمَّ؛ فَإِنِّي
رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ مِنْهُ([1]).
*****
هذا الحديث فيه: دليل على إباحة لحوم
الدجاج، وأنها من الطيبات.
فإن أبا موسى
الأشعري رضي الله عنه، ميمون بن قيس، الصحابي الجليل؛ قَدَّم الطعام، وعليه لحم
الدجاج، فدخل عليهم رجل من تيم الله -اسم قبيلة-، فتلكأ الرجل عن أكله، فدعاه أبو
موسى الأشعري، فأمره بالأكل منه؛ لأنه حلال، وبَيَّن له أنه حلال، فدل هذا على
إباحة لحوم الدجاج.
وهذا أمر مُجْمَع
عليه بين أهل العلم، لم يخالف فيه أحد، لكن ربما أن هذا الرجل لم يألف أكله.
وهذا موجود إلى
الآن! بعض الأعراب وبعض البادية يأنف من أكل الدجاج، وإذا قُدِّم له دجاج، يغضب
ويزعم أن هذا ليس بقدر له، لازم يُقَدَّم له ذبيحة! ولا يَقبل اللحم -أيضًا-، يؤتى
له بلحم، لازم يُقَدَّم له ذبيحة، ذبيحة مذبوحة من أجله.
فالحاصل: أن عادات الناس ليست بحُجة، وإنما المدار على الأدلة الشرعية.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6721)، ومسلم رقم (1649).