×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

 وتأكل من طعامهم، حتى إن بعضهم إذا مات وعنده مال أوصى به للكلاب. هذا للكفار في شأن الكلاب.

وتُروى قصة أن جماعة أو أسرة من الكفار كانت لهم بنت، وكانوا يُغذون البنت إلى أن تبلغ ثماني عَشْرة سنة، ثم يطردونها من البيت، ويتركونها تعتمد على نفسها - كما يقولون -، ولا يَسألون عنها ولا عن عِرضها ولا عن عفتها، ولا أين راحت؟ ولا أين ذهبت فلما بلغت سن الثامنة عَشْرة، قالوا لها: أخلي لنا الغرفة؛ فإننا نحتاجها للكلب، ولا تَبقَي فيها! فطردوها من أجل أن يُسكنوا الكلب في الغرفة.

هذه أخلاق الكفار وهذه عاداتهم وتقاليدهم.

فمن العجيب أن بعض المسلمين أو أولاد المسلمين يقلد الكفار في اقتناء الكلب ومصاحبته معه في السيارة وفي المكتب وفي البيت، تقليدًا للكفار من غير حاجة.

هذا عليه وعيد شديد؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطَانِ»، والقيراط لا يَعلم مقداره إلاَّ الله، من قراريط الآخرة، ليس من قراريط الدنيا. وجاء في بعض الأحاديث: أن الواحد من القراريط مثل وزن الجبل العظيم([1]).

فإذا كان يَنقص من أجره كل يوم قيراطان، فماذا يبقى له من الأجر؟! وليست هناك فائدة تقابل هذه الخَسارة؟!! ما هناك فائدة. هذه ناحية.


الشرح

([1]) أخرجه: مسلم رقم (945).