×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

أنت إذا أبغضت شخصًا، فإنك لا تقلده بل تنفر منه، أما إذا أحببت شخصًا فإنك تقلده.

فالتشبه بهم في الظاهر يدل على محبتهم في الباطن.

فليتنبه المسلمون لهذا الأمر، وهو اقتناء الكلاب، سواء أكان كلبًا واحدًا أو عدة كلاب.

أما القطط فلا بأس باقتنائها في البيوت؛ لأن لها فائدة في البيوت، تأكل الخشاش والفئران، وليس منها محظور، ولا تمنع دخول الملائكة.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ فِي هِرَّةٍ حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا، فَدَخَلَتْ فِيهَا النَّارَ» قَالَ: فَقَالَ وَاللهُ أَعْلَمُ: «لاَ أَنْتِ أَطْعَمْتِهَا وَلاَ سَقَيْتِهَا حِينَ حَبَسْتِيهَا، وَلاَ أَنْتِ أَرْسَلْتِهَا فَأَكَلَتْ مَنْ خَشَاشِ الأَرضِ»([1]).

فدل على: جواز اقتناء القطط، إذا قام بحاجتها من الأكل والشرب، ولم يحبسها على الجوع والعطش.

أما الكلاب فلا، إلاَّ في ثلاث مسائل استثناها الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك للحاجة فيها إلى اقتناء الكلب:

الأولى: كلب الصيد - الذي هذا الباب معقود لأجله -، كلب الصيد المُعَلَّم لا بأس أنه يكون في البيت للحاجة، ولا يَنقص من أجر صاحبه شيء؛ لأنه مرخص فيه.

الثانية: كلب الماشية، إنسان عنده أغنام، ويتخذ الكلب لحراستها لئلا تُسرق أو يَهجم عليها الذئب، فالكلب يحرسها، لا بأس بذلك.


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (2365).