×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

وأصابوا من الغنم والإبل، أصاب الصحابة رضي الله عنهم من الغنم والإبل ما أصابوا من مال العدو.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم في أخريات القوم، كعادته صلى الله عليه وسلم، أنه مع أصحابه ومع الجيش والسرايا يكون هو الأخير، يتفقد الناس والضعفاء، ويحمل العاجز، ويُعِين المحتاج، ويتفقد أحوال صحابته.

وهكذا ينبغي للقائد أن يكون مهتمًّا بمن معه من الجنود والرجال، يتفقدهم، فيساعد العاجز، ويَحمل الذي ليس معه ظهر، ويتولى شئونهم؛ لأنه مسئول عن ذلك.

كان صلى الله عليه وسلم كعادته يكون في الأخير، ولا يكون هو الأول أمامهم؛ لأن هذا يُفوت عليه معرفة أحوال أصحابه ورفقائه.

فكانوا لما أصابوا هذه الأموال جوعى، فيهم جوع شديد، فبادروا وذبحوا، ونصبوا القدور بدون إذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حَمَلهم على ذلك شدة الحاجة، ولم يستأذنوا الرسول صلى الله عليه وسلم.

ولا شك أن هذا خطأ حتى مع غير الرسول صلى الله عليه وسلم، لابد أن الجيش أو السرية تراجع قائدها، ولا يكون هناك تصرفات فردية بدون إذن الأمير أو القائد! فما بالك بالرسول صلى الله عليه وسلم ؟!

فعند ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم غَضِب عليهم، وأنزل القدور وهي تغلي باللحم، وخَلَط اللحم بالتراب؛ تأديبًا لهم على ما فعلوا.ثم إنه صلى الله عليه وسلم قَسَم، فجعل العشر من الغنم في مقابل البعير. هذا من ناحية القسمة؛ لأن العشر تعادل البعير من ناحية القسمة. أما من ناحية


الشرح