×
شرح عمدة الأحكام من كلام خير الأنام مما اتفق عليه الشيخان الجزء الثاني

عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا بِأَرْضِ قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ، أَفَنَأْكُلُ فِي آنِيَتِهِمْ؟ وبأَرْضِ صَيْدٍ، أَصِيدُ بِقَوْسِي وَبِكَلْبِي الَّذِي لَيْسَ بِمُعَلَّمٍ وَبِكَلْبِي الْمُعَلَّمِ، فَمَا يَصْلُحُ لِي؟

قَالَ: «أَمَّا مَا ذَكَرْتَ - يَعْنِي: مِنْ آنِيَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ - فَإِنْ وَجَدْتُمْ غَيْرَهَا فَلاَ تَأْكُلُوا فِيهَا، وَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَاغْسِلُوهَا وَكُلُوا فِيهَا. وَمَا صِدْتَ بِقَوْسِكَ فَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ فَكُلْ. وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ الْمُعَلَّمِ، فَذَكَرْتَ اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ فَكُلْ. وَمَا صِدْتَ بِكَلْبِكَ غَيْرِ الْمُعَلَّمِ فَأَدْرَكْتَ ذَكَاتَهُ، فَكُلْ»([1]).

*****

 ومُدرَّبًا على الصيد، ويصيد لصاحبه ولا يصيد لنفسه، هذا هو التدريب، التدريب أنه إذا أَمسك لا يأكل لأنه مُدرَّب، فهذا يحل صيد: ﴿فَكُلُواْ مِمَّآ أَمۡسَكۡنَ عَلَيۡكُمۡ وَٱذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهِۖ [المائدة: 4].

هذا هو الصيد، من أجل أنه لا يُقْدَر عليه يباح أكله بالاصطياد، فذكاته بالاصطياد، بإصابته في أي موضع من بدنه.

ويُشترط له شروط أخرى، سيأتي بيانها - إن شاء الله - في هذا الباب.

هذا أبو ثعلبة الخُشَني رضي الله عنه جرثوم بن ناشر الخُشَني، كان بأرض الشام، وهي أرض صيد، فجاء يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الأسئلة، قال: «إِنَّا بِأَرْضِ قَوْمٍ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ»؛ يعني: النصارى،


الشرح

([1]) أخرجه: البخاري رقم (5496)، ومسلم رقم (1930).