لإسماعيل عليه السلام، فصار سُنة، صارت الأضحية
سُنة في بنيه عليه السلام إلى أن تقوم الساعة.
هذا هو أصل الأضحية،
الاقتداء بإبراهيم صلى الله عليه وسلم، وما زالت هذه السُّنة في بنيه. فلما جاء
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أحيا هذه السُّنة، وضَحَّى صلى الله عليه وسلم،
وأَمَر بالأضحية إحياء لسُنة إبراهيم صلى الله عليه وسلم.
فكون الإنسان
يُقَدِّم محبة الله على محبة المال هذا أقل ما يقدمه، إبراهيم قَدَّم محبة الله على
محبة الولد، ونحن على الأقل نُقَدِّم محبة الله على محبة المال، فنذبح الكبش أو
الكباش، ونضحي بالمال؛ طاعة لله سبحانه وتعالى. هذا فيه: دليل على محبة
الله عز وجل، وأن المضحي يُقَدِّم محبة الله على محبة المال. هذا وجه الأضحية، فهي
شعيرة عظيمة.
وسُميت الأضحية: من الضُّحَى؛ لأنها تُذبح ضُحى، يوم العيد، فسُميت بوقتها «أضحية»، يقال: أُضحية، وأَضحية، وإِضحية، والمعنى واحد([1])، ومعناه: الذبح تقربًا إلى الله جل وعلا في يوم العيد وأيام التشريق؛ تقربًا إلى الله جل وعلا، وشكرًا لنعمته وفرحًا بالعيد وإظهارًا للسرور.
([1]) قال الأصمعي: «فيها أربع لغات: يقال: أُضحيَّة وإِضحيَّة، وجمعها أضاحيّ. وضَحِيَّة، وجمعها ضحايا. وأضحاة، وجمعها أضحى». قال: «وبه سُمي يوم الأضحى». انظر: تهذيب اللغة (5/ 100)، والصحاح (6/ 2407)، ومقاييس اللغة (3/ 392)، ولسان العرب (14/ 477).