عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: «ضَحَّى
النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقَرْنَيْنِ،
ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ، وَسَمَّى وَكَبَّرَ، وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا»([1]).
قَالَ رضي الله عنه: الأَمْلَحُ: الأَغْبَرُ، وَهُوَ الذِي
فِيهِ سَوَادٌ وَبَيَاضٌ. [213]
*****
«ضَحَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم »،
هذا فيه: أن الرسول صلى الله عليه وسلم أحيا هذه السُّنة وعَمِل بها،
فضَحَّى بكبشين، والكبش: هو ذَكَر الضأن.
«أَمْلَحَيْنِ»، والأملح:
هو الأسود الذي فيه بياض، هذا هو الأملح، الناس يسمونه أشهب، وهو الأملح؛ لأن هذا
أحسن الألوان، الأملح.
«أَقَرْنَيْنِ»؛ يعني: لهما قرون،
يعني: كامل الخلقة.
فينبغي أن يكون
الكبش كامل الخلقة بقرنيه وأذنيه، ولا ينقص منه شيء، إلاَّ أنه لا بأس بالأضحية
بالخَصي؛ لأن الخصاء من صالح اللحم، الخصي أحسن لحمًا من الفحل، وإن كان هذا فيه
نَقْص للخلقة لكنه فيه مصلحة للحم.
«ذَبَحَهُمَا
بِيَدِهِ»، ذَبَحهما النبي صلى الله عليه وسلم بيده.
فهذا فيه: دليل على أن الأفضل أن المسلم يباشر الذبح بيده؛ لينال الأجر الكامل من الله جل وعلا؛ لأن هذه عبادة، فيباشرها بنفسه. وكما أنه صلى الله عليه وسلم فَعَل هذا في الهَدْي في حَجة الوداع، ذَبَح ثلاثًا وستين بَدَنة بيده صلى الله عليه وسلم، ووَكَّل عليًّا على ذبح الباقي.