كِتَابُ اللِّبَاسِ
*****
لما انتهى رحمه الله من كتاب الأشربة، انتقل
إلى كتاب اللباس.
اللباس من نعم الله
سبحانه وتعالى على بني آدم، قال تعالى: ﴿يَٰبَنِيٓ
ءَادَمَ قَدۡ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكُمۡ لِبَاسٗا يُوَٰرِي سَوۡءَٰتِكُمۡ وَرِيشٗاۖ وَلِبَاسُ ٱلتَّقۡوَىٰ ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ ذَٰلِكَ﴾ [الأعراف: 26]، ﴿لِبَاسٗا يُوَٰرِي سَوۡءَٰتِكُمۡ﴾ [الأعراف: 26] يعني: عوراتكم، ﴿وَرِيشٗاۖ﴾ [الأعراف: 26] وهو الزينة، هذه أكثر من ستر العورة، وهو اللباس
الذي للتجمل.
اللباس فيه فائدتان:
الفائدة الأولى: سَتْر العورة: ﴿يُوَٰرِي سَوۡءَٰتِكُمۡ﴾ [الأعراف: 26] يعني يغطيها.
الفائدة الثانية: تجميل الهيئة.
فاللباس الجميل النظيف يُجَمِّل الهيئة، التجمل بما أباحه الله هذا أَمْر مطلوب
شرعًا، وفي الحديث: «إِنَّ اللهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الْجَمَالَ»([1]).
ثم قال تعالى: ﴿وَلِبَاسُ ٱلتَّقۡوَىٰ ذَٰلِكَ خَيۡرٞۚ ذَٰلِكَ﴾ [الأعراف: 26]،، لما ذَكَر اللباس
الحسي، ذَكَر اللباس المعنوي، وهو أبلغ من اللباس الحسي، لباس التقوى الذي يغطي
عورات المسلم وذنوبه خير من لباس الجسم.
فلا يكفي لباس الجسم والتزين والإنسان ما عنده تقوى.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (91).