الثانية: أنهم لا يَقتلون
كل أحد من الكفار، لا يقاتلون مَن سالم ولم يؤذِ المسلمين: ﴿لَّا يَنۡهَىٰكُمُ ٱللَّهُ عَنِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يُقَٰتِلُوكُمۡ فِي
ٱلدِّينِ وَلَمۡ يُخۡرِجُوكُم مِّن دِيَٰرِكُمۡ أَن تَبَرُّوهُمۡ وَتُقۡسِطُوٓاْ
إِلَيۡهِمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ﴾ [الممتحنة: 8].
لا يُقتل الطفل، ولا
تُقتل المرأة، ولا يُقتل الشيخ الهَرِم، ولا يُقتل الرهبان الذين تركوا الدنيا
وأقبلوا على العبادة - بزعمهم -، هؤلاء كفرهم مقصور عليهم، ما نتعرض لهم.
إنما يُقتل الداعية
الذي يدعو إلى الكفر، الذي ينتشر كفره إلى غيره، هذا يُقاتَل ويُقتَل.
أما الذي يقتصر كفره
عليه فهذا لا يُقتَل. الإسلام لا يَقتل المُعاهَد، ولا يَقتل المُستأمَن، ولا
يَقتل الذمي. بل لهؤلاء ما للمسلمين، وعليهم ما على المسلمين، والمُعاهَد والذمي
والمستأمن يكونون من النفس التي حَرَّم الله إلاَّ بالحق: ﴿وَلَا تَقۡتُلُواْ ٱلنَّفۡسَ ٱلَّتِي حَرَّمَ ٱللَّهُ إِلَّا
بِٱلۡحَقِّۗ﴾ [الإسراء: 33] والنفس التي حَرَّم الله هي نفس المؤمن ونفس
المُعاهَد، فمَن قَتَل مُعاهَدًا، لم يَرِح رائحة الجنة([1]).
فهذا هو الجهاد في
الإسلام، وما يترتب عليه، كله خير - ولله الحمد - وكله مصالح، وكله رحمة، والقصد
منه نشر الرحمة، لا التعسف والظلم والطغيان؛ كما هو الواقع من الكفار إذا
تَغَلَّبُوا على المسلمين.
هذه طائفة، وهذا ملخص الرد عليها.
([1]) كما في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (3166).